جوناثان إيروين.. رجل سابق لعصره

هاوارد رايت - 

أحياناً، يأتي شخص ما ليؤثر في حياة الآخرين خارج نطاق عائلته وأصدقائه، ويؤثر في أناس قد لا يدركون أنهم تأثروا. وكان جوناثان إيروين، الذي توفي قبل أسبوعين عن عمر يناهز 82 عاماً، أحد هؤلاء الأشخاص. لم يكن إيروين منخرطاً بشكل جدي في سباقات الخيل طوال الجزء الأكبر من الثلاثين عاماً الماضية، حيث سخر وقته وشغفه لمشروع خيري كبير، ولكن عندما يتم تنظيم مزاد دبي بريز آب غوفس المقبل، يمكن للبائعين والمشترين تقدير جهود وأفضال إيروين.

ولد إيروين في عائلة أنجلو-إيرلندية متعمقة في التمثيل، وقضى طفولته المبكرة في إنجلترا وتلقى تعليمه في إيتون ثم كلية ترينيتي في دبلن، وطغى اهتمامه المتزايد بالسباقات على دراسته إلى حد كبير، مما دفع تيم فيغورز، صديق والدته، إلى مطالبته بالانضمام إلى وكالة دبلن بلدستوك. وظل إيروين في إيرلندا بعد بيع الشركة التي تمت إعادة تسميتها إلى بلودستوك ايجنسي (إيرلندا). وبعد مرور 15 عاماً، في عام 1974، طلب منه إدارة شركة غوفس لبيع الماشية والتي كانت على وشك الإفلاس وتواجه قراراً من قبل أصحابها ببيع مواقع العرض، مع عدم وجود بديل مناسب على المدى البعيد.

تولى إيروين المهمة وبعد أن جمع التمويل، انتقلت شركة غوفس إلى مقر جديد حيث تم بناء مجمع لغرض التوجه نحو زيادة الأعمال، وزادت مبيعاته من 3.2 ملايين جنيه إسترليني في عامه الأول في 1975، إلى 44 مليون جنيه إسترليني عندما ترك إيروين الشركة في 1989. وكانت الكثير من النجاحات التي تحققت مبنية على الكاريزما التي يتمتع بها إيروين، مما دفع ابنه بايريت إلى وصفه بأنه «فيلياس تي بارنوم سباقات الخيل».

مراقبو المزادات الذين يدعون لجذب الانتباه، ومرتادو المزادات الدوليون، وأول لوحة مزادات متعددة العملات: جميعها ابتكارات إيروين التي مكنت غوفس من تسجيل أرقام قياسية أوروبية للمبيعات السنوية، ثم اتجه إلى المضامير وإدارة السباقات، حيث عمل مع جون ساندرسون لإنقاذ فينيكس بارك من شبه النسيان في الثمانينيات. وقدم نموذج عمل مدعوماً من شركاء من بينهم فينسنت أوبراين وروبرت سانغستر لخلق ما وصفه أحد المعلقين بأنه «جو كرنفالي وحيوي نادر»، وبمساعدة رعاية كل سباق، وأغنى سباق في أوروبا كارتييه مليون، وتأسيس ايريش شامبيونز ستيكس.

أثبتت تجربة فينيكس بارك أنها قصيرة الأجل، حيث وجد أوبراين وشركاؤه أن عبء ملكية خيول السباق أكبر من أن يوازن ضد المنافسة المتزايدة في عالم سلالة الخيل، ولكن إحدى مبادرات إيروين الأخرى، خطة حوافز الفحل الإيرلندي التي استمرت وازدهرت باسم صندوق المربين الأوروبيين (يروبيان بريدرز فند).

ومع ذلك، كان 1996 هو العام الذي أصاب فيه إيروين وزوجته الثانية ماري آن أوبراين بصدمة عائلية، مما كاد يبعده عن عالم السباقات تماماً عندما وُلد ابنهما جاك مصاباً بتلف شديد في الدماغ، وأقنعتهما تجربة رعاية الطفل الصغير بإنشاء مؤسسة جاك وجيل لتوفير الرعاية الصحية المنزلية للأطفال المصابين بأمراض خطيرة.

وبالنسبة لي هناك ارتباط شخصي بتأثير إيروين، ففي منتصف الستينيات، وبعد وقت قصير من دخولي عالم صحافة السباقات، طُلب مني المساهمة في مجلة شهرية تدعى ذا آيريش هورسمان كان يديرها إيروين، وتغطي جميع جوانب الرياضة بأخبار ومقالات من عدد كبير من المراسلين الدوليين، ولا تختلف كثيراً عن مجلة العاديات ريسنغ بلاس.